قوله : { والليل إِذَا يَسْرِ } ، هذا قسم خامس ، بعدما أقسم بالليالي العشر على الخصوص ، أقسم بالليل على العموم ، ومعنى «يَسْر » أي : يسرى فيه ، كما يقال : ليل نائم ، ونهار صائم ؛ قال : [ الطويل ]
5191- لَقدْ لُمْتِنَا يا أم غِيلانَ في السُّرَى*** ونِمْتِ ، ومَا لَيْلُ المَطِيِّ بِنائمِ{[60073]}
ومنه قوله تعالى : { بَلْ مَكْرُ الليل والنهار إِذْ تَأْمُرُونَنَآ } [ سبأ : 33 ] ، وهذا قول أكثر أهل المعاني ، وهو قول القتيبي والأخفش .
وقال أكثر المفسرين : معنى «يَسْر » : سار فذهب .
وقال قتادةُ وأبو العاليةِ : جاء وأقبل{[60074]} .
وقيل : المراد : ينقص ، كقوله : { إِذْ أَدْبَرَ } [ المدثر : 33 ] ، { إِذَا عَسْعَسَ } [ التكوير : 17 ] .
و«يَسْرِ » : منصوب بمحذوف ، هو فعل القسم ، أي : أقسم به وقت سراه ، وحذف ياء «يَسْري » وقفاً ، وأثبتها وصلاً ، نافع وأبو عمرو ، وأثبتها في الحالين{[60075]} ابن كثير ، وحذفها في الحالين الباقون لسقوطها في خط المصحف الكريم .
وإثباتها هو الأصل ؛ لأنها لام فعل مضارع مرفوع ، وحذفها لموافقة المصحف ، وموافقة رءوس الآي ، وجرياً للفواصل مجرى القوافي .
ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل ؛ فلأن الوقف محل استراحة .
قال الزمخشري{[60076]} : «وياء «يسري » تحذف في الدَّرج اكتفاء عنها بالكسرة ، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة » .
وهذه الأسماء كلها مجرورة بالقسم ، والجواب محذوف ، [ تقديره : ] {[60077]} ليعذبن ، بدليل قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } [ الفجر : 6 ] ، إلى قوله : { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } [ الفجر : 13 ] وقد تقدم الكلام على ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.