وقوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) في الآية إضمار فعل أو فاعل لكي تصح المقابلة ؛ لأنه يقابل فعل بفعل أو فاعل بفاعل ولا فاعل بفعل . فههنا ذكر السقاية وعمارة المسجد مقابل ( كمن آمن بالله ) . فهو ، والله أعلم ، ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) كإيمان من ( آمن بالله واليوم الآخر ) . أو يقال : أجعلتم القائم بإصلاح سقاية الحاج وعامر المسجد الحرام كمن آمن بالله لتكون مقابلة شخص بشخص ، أو فعل بفعل .
ثم لا يصح أن يجمع بين الكافر و المؤمن ، فيقال : لا يستويان عند الله /209-ب/ وإن كان الكافر قد أتى بالمحاسن ، إلا أن يقال : ليس من فعل محاسن في حال كفره ، ثم آمن من بعده كمن فعل محاسن ، وهو مؤمن . هذا يجوز أن يجمع ، فيقال : ( لا يستوون عند الله ) .
وأما الكافر الذي مات على الكفر ، وإن عمل خيرات ، والمؤمن الذي عمل الصالحات ، فمات على ذلك ، فيجمع ؟ فيقال : لا يستويان ، فلا .
أو أن يقال بالجهاد الذي ذكر : لا يستوي من بذل نفسه للقتل والتلف كمن سقى الحاج ، وعمر المسجد الحرام ، ولم يبذل نفسه لذلك .
فأما أن يقال : لا يستوي الكافر والمؤمن فذلك غير محصل ؛ لأنه إنما يقابل الشيء إذا قرب بعضه من بعض . وأما عند البعد منه فلا يقال ، ولا يقابل .
وقوله تعالى : ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) ما داموا في ظلمهم ، وما داموا اختاروا الظلم لا يهديهم وقت اختيارهم الظلم . أو لقوم مخصوصين ، وقد ذكرنا معناه في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.