تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (15)

وقوله تعالى : ( ويذهب غيظ قلوبهم ) هذا يحتمل أيضا وجهين : يذهب الغيظ الذي كان[ في الأصل وم : كانوا ] في قلوبهم [ ويذهب الغضب ][ في الأصل وم : غضبوا ] عليهم بالذي ذكرنا .

وقوله تعالى : ( ويتوب الله على من يشاء ) أي من شاء عذب ، ومن شاء تاب عليه .

وفي الآية دلالة الرد على المعتزلة لأنهم يقولون : شاء الله أن يتوب على جميع الكفرة ، لكنهم لا يتوبون ، فأخبر أنه يعذب ، ويتوب على بعض ؛ فإنما شاء أن يعذب غير الذي شاء أن يتوب [ وشاء أن يتوب على ][ ساقطة من الأصل وم ] غير الذي شاء أن يعذب .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( والله عليم ) بما كان ، ويكون ، أي على[ في الأصل : عن ، في م : من ] علم بما كان منهم ، خلقهم لا عن جهل ؛ إذ خلقه إياهم ليس لمنافع نفسه وحاجته ، إنما خلقهم لحاجتهم ومنفعتهم ( حكيم ) بوضع كل شيء موضعه . ويحتمل ( عليم ) بما كان من هؤلاء من التكذيب لرسول الله والكفر بآياته ( حكيم ) أي بما[ في الأصل وم : ما ] جعل عليهم من القتل والتعذيب والخزي ، كأنه وضع الشيء موضعه .