وقوله تعالى : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ) الآية ؛ علم الله عز وجل كراهة[ من م ، في الأصل : كرامة ] القتل وثقله على الخلق ، فأمر المؤمنين بمقاتلة الكفرة ، ووعد لهم النصر والتعذيب . والتعذيب بأيديهم يحتمل وجهين : القتل والإهلاك ، ويحتمل الأسر والسبي . ( ويخزيهم ) يحتمل أيضا وجهين : يحتمل الهزيمة والإذلال [ في الدنيا ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ويحتمل ( وخزهم ) في الآخرة كقوله : ( ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته )[ آل عمران : 192 ] الخزي هو العذاب الذي فيه الفضيحة و الذلة .
وفي قوله تعالى : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) دلالة نقض قول المعتزلة لقولهم : لا[ أدرج قبلها في الأصل وم : أن ] قدرة لله على أفعال الخلق ؛ وقد أخبر أنه يعذبهم بأيديهم ، ولو كان غير قادر على أفعالهم كان يعذبهم بيده لا بأيديهم ، وينصركم عليهم .
وعد لهم النصر عليهم والظفر وخزي الكفرة ، وهو ما ذكر ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا )[ التوبة : 52 ] دلالة نقض قولهم لأنه أخبر أنه يصيبهم العذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين لما ذكرنا .
وقوله تعالى : ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) يحتمل أن تكون قلوبهم توجعت ، وتألمت بكفرهم بالله وتكذيبهم الرسول ، فوعد شفاء صدورهم . وذلك يحتمل وجهين :
أحدهما : أنهم يسلمون ، فيصيرون إخوانا ، فيدخل فيهم السرور والفرح فإزاء ما حزنوا وتألموا ، وذلك شفاء صدورهم .
والثاني : ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) بالقتل والهزيمة ؛ يقتلون ، ويهزمون ؛ ففي ذلك شفاء صدورهم لما تألمت ، وتوجعت ، بالتكذيب والكفر بالله وآياته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.