تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِيبَةٞ يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ} (50)

وقوله تعالى : ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ ) قيل : ( إن تصبك حسنة ) أي الغنيمة والظفر والنصر على الأعداء يسؤهم ذلك ( وإن تصبك ) مصيبة النكبة والهزيمة يفرحوا بها ، يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ، أي أخذنا أمرنا بالوثيقة والاحتياط حين[ في الأصل وم : حيث ] لم نخرج معهم حتى لا يصيبنا ما أصابهم .

ويحتمل أن يكون قوله : ( قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ ) أي قد أظهرنا الموافقة للمؤمنين في الظاهر وكنا مع الكافرين في السر ، وواليناهم[ الواو ساقطة من الأصل وم ] في الحقيقة . وهو ما ذكر من انتظارهم أحد أمرين في قوله : ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم )الآية [ النساء : 141 ] .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ ) يحتمل ( ويتولوا ) أولئك الكفرة ( وهم فرحون ) .

وفي الآية دلالة إثبات رسالة محمد ونبوته لأنه معلوم أنما يسوؤهم كانوا يضمرون ، ويسترون عنهم ثم أخبر عما أصروا وأضمروا . دل أنه إنما علم ذلك بالله .