وقوله تعالى : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال بعضهم : هو على التقديم والتأخير ؛ كأنه قال : فلا تُعْجِبك أموالهم وأولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة وفي الحياة الدنيا . والتعذيب في الدنيا ، هو ما فُرض عليهم بالجهاد[ في الأصل وم : الجهاد ] ، وأمروا بالخروج للقتال ، فكان يشق ذلك عليهم ، ويشتد ، فذلك التعذيب لهم . وهو ما ذكر في آية أخرى : ( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم )[ الأحزاب : 19 ] أو التعذيب في الدنيا ، هو القتل } يقتلون إن لم يخرجوا .
وفي الآية دلالة الرد على المعتزلة لأنهم يقولون : لا يُعطي [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] أحدا شيئا إلا ما هو أصلح له في الدين ، ثم قال لرسوله[ في الأصل وم : لرسول الله ] : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) ولو كان لم يعطهم الأموال والأولاد إلا للخيرات والصلاح فذلك بعيد . فدل أنه قد يعطي خلقه ما ليس بأصلح لهم في الدين ، وكذلك في قوله : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ) ( نسارع لهم في الخيرات ) الآية[ المؤمنون : 55و56 ] دلالة الرد على قولهم لأنهم قال : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ) ( نسارع لهم في الخيرات ) ثم قال ( بل لا يشعرون )[ المؤمنون : 56 ] [ أن ما ][ في الأصل وم : أنه ] يمدهم به لا للخيرات . دل أنه قد يعطي خلقه ما ليس هو بأصلح لهم في الدين .
وفي قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) دلالة الرد عليهم أيضا لأنه أخبر أنه يعذبهم في الدنيا والآخرة ، ولا يعذبهم مجانا في ما لا يفعل لهم في ذلك . دل أن [ له صنعا ][ في الأصل وم : لهم صنع ] في ذلك ، وإنما يعذبهم بفعل اكتسبوه .
وفي قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) دلالة أن ليس كل ما يعطيهم ليرحمهم به ، ولكن يعطيهم لما عليهم منهم : فإن كان علم منهم أنهم يستعملون ما أعطاهم من الأموال وغيرها في ما فيه هلاكهم أعطاهم لذلك ، ومن علم منهم أنه يستعمله لنجاته أعطاه ليرحمه[ في الأصل وم : ليرحمهم ] به . فإنما أعطى كلا ما علم أن يكون منه[ في الأصل وم : منهم ] ؛ لأنه لو أعطاهم على غير ما علم منهم يكون[ أدرج في الأصل وم قبلها : أنه ] في إعطائه مخطئا .
وقوله تعالى : ( وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) قيل : تخرج ، وتهلك خوفا . قال أبو عوسجة : يقال : خرجت نفسه من فمه ، وقيل : تذهب ، وكذلك قال أبو عبيد ، تزهق أي تذهب[ في الأصل مم : ذهب ] .
وفي الآية دلالة إثبات رسالة رسول الله لأنه أخبر أن أنفسهم تزهق ( وهم كافرون ) فكان ما ذكر . دل أنه علم ذلك بالله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.