وقوله تعالى : ( ومنهم من يقول ائذن لي ) فيه دلالة أنه لا كل المنافقين قالوا إنما قال ذلك بعضهم ، قال غير هذا .
وقوله تعالى : ( ولا تفتني ) [ قيل فيه وجهين :
أحدهما : ][ ساقطة من الأصل و م ] قيل : ولا تؤثمني ، وقيل : ولا تُخرجُني ، وقيل : لا تُكفرني ، وهو واحد . يقول : من قال : ( ولا تفتني ) أي لا تكن سبب فتنتي ومعصيتي ، أي لا تأمرني بالخروج ، ولكن ائذن لي بالقعود لأنك إن أمرتني بالخروج ، ولم تأذن بالقعود والتخلف ، فقعدت ، وتخلفت ، وكنت عاصيا تاركا لأمرك ، فكنت أنت سبب عصياني وفتنتي .
والثاني : قوله : ( ولا تفتني ) أي لا تأمرني المشقة والشدة ولكن بالدعة [ لأنهم كانوا عبا ذوي السعة ][ في الأصل : هم كانوا عباد السعة ، ساقطة من م ] والرخاء ، حيث كانوا مالوا إليهم كقوله : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف )الآية[ الحد : 11 ] يقول : لا تكن سبب إثمي وانقلابي ،
ومنهم من قال : إن رجلا منهم ، يقال له : الجد بن قيس ، قال[ أدرجت في الأصل وم : قبل : يقال ] : إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ، ولكن أعينك بمال . ففيه نزل قوله : ( قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم )[ التوبة : 53 ] وهو قول ابن عباس ؛ يقول : لا تأمرني بالخروج فإني مولع بالنساء ، لا أصبر إذا رأيتهن . ولا ندري كيف كانت القصة ؟ لكن الوجه فيه ما ذكرنا آنفا .
قوله تعالى : ( ولا تفتني ) أي ولا تمتحني بالمحنة التي فيها الهلاك والمشقة ، فقال : ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) أي ألا في المشقة والبلاء والهلاك سقطوا . هذا يدل أن أهل النفاق ، هم الكفرة .
وقوله تعالى : ( ألا في الفتنة سقطوا ) أي ألا في الشر والإثم سقطوا على تأويل من تأول قوله : ( ولا تفتني ) لا تؤثمني ، ولا تخرجني . وعلى تأويل من قال : ( ولا تفتني ) لا تشق علي ، ولا تأمرني بالمشقة والشدة والضيق ؛ يقول : ألا في الشدة والضيق يسقطون .
وقوله تعالى : ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) أي تحيط بهم حتى لا يجدوا[ في الأصل وم : يجدون ] منفذا ولا مخلصا ، أو تحيط بهم من تحت ومن فوق وأمام وخلف ويمين وشمال ، تحيط بهم حتى تصيب كل جارحة منهم كقوله : ( لهم من فوقهم ظلل من النار ) الآية[ الزمر : 16 ] أخبر أنها تحيط بهم .
وفيه دلالة أن المنافقين هم كفار لأنه ذكر في أول الآية صفة المنافقين ، ثم أخبر أن ( جهنم لمحيطة بالكافرين ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.