تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (51)

وقوله تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) قال بعضهم ( إلا ما كتب الله لنا ) أي قضى الله لنا ؛ أي لن يصيبنا إلا ما قضى الله لنا . وقال بعضهم ( إلا ما كتب الله لنا ) أي ما جاء به القرآن وهو قوله : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً )[ التوبة : 111 ] .

ويحتمل قوله : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) من الكرامة والمنزلة والنعم الدائمة في الآخرة ؛ أي لن يصيبنا إلا ذلك . وإن كنتم أنتم تفرحون بذلك فذلك الذي ( كتب الله لنا هو مولانا ) أي هو ربنا ، ونحن عبيده ، يكتب لنا ما يشاء من الخير والشر ؛ أي ما أكرمنا الله به[ في الأصل وم : لنا ] ، أي ما أحل لنا وأباح .

وأما القضاء فإنه كل ما يقال فيما يكون لهم ، وإنما يقال فيما قضى عليهم . وأما الكتاب فهو[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] فيما [ يحرم عليهم ][ ساقطة من الأصل وم ] ويحل لهم ، ويتيح .

وقوله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ ) يحتمل وجهين : يحتمل على الإخبار ؛ أي على الله يتوكل المؤمنون ، لا يتوكل على غيره ، ويحتمل أن يكون على الأمر ؛ أي على الله توكلوا أيها المؤمنون .