{ إن تصبك حسنة تسؤهم } أي حسنة كانت بأي سبب اتفق كما يفيده وقوعها في حيز الشرط وكذلك القول في المصيبة وتدخل الحسنة والمصيبة الكائنة في القتال كما يفيده السياق دخولا أوليا .
فمن جملة ما يصدق عليه الحسنة الغنيمة والظفر ، ومن جملة ما يصدق عليه المصيبة الخيبة والانهزام ، وهذا ذكر نوع آخر من خبث ضمائر المنافقين وسوء أفعالهم والإخبار بعظم عداوتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين ، فإن المساءة بالحسنة ، والفرح بالمصيبة من أعظم ما يدل على أنهم قد بلغوا في العداوة إلى الغاية .
{ وإن تصبك مصيبة } أي هزيمة أو شدة كما تقدم ، وقابل الله هنا الحسنة بالمصيبة ولم يقابلها بالسيئة كما قال في سورة آل عمران { وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها } لأن الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي في حقه مصيبة يثاب عليها لا سيئة يعاتب عليها ، والتي هناك خطاب للمؤمنين . قاله الشهاب .
{ يقولوا } أي المنافقون حامدين لرأيهم { قد أخذنا أمرنا من قبل } أي احتطنا لأنفسنا وأخذنا بالحزم واعتزلنا عنهم ، وقعدنا عن الحرب ، فلو نخرج للقتال كما خرج المؤمنون حتى نالهم ما نالهم من المصيبة { ويتولوا وهم فرحون } أي رجعوا إلى أهلهم عن مقالات الاجتماع ومواطن التحدث حال كونهم فرحين بالمصيبة التي أصابت المؤمنين وبما صنعوا من أخذ الأمر ، وبما أصابه صلى الله عليه وآله وسلم ، والجملة حال من الضمير في يقولوا ويتولوا لا من الأخير فقط لمقارنة الفرح لهما معا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.