البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

ولذلك ذهب الزمخشري إلى تفسير المشيئة بمشيئة القسر والإلجاء ، وهو تفسير الجبائي والقاضي .

ومعنى إلا بإذن الله .

أي بإرادته وتقديره لذلك والتمكن منه .

وقال الزمخشري : بتسهيله وهو منح الإلطاف .

ويجعل الرجس : وهو الخذلان على الذين لا يعقلون ، وهم المصرون على الكفر .

وسمى الخذلان رجساً وهو العذاب ، لأنه سببه انتهى .

وهو على طريق الاعتزال .

وقال ابن عباس : الرجس السخط ، وعنه الإثم والعذوان .

وقال مجاهد : ما لا خير فيه .

وقال الحسن ، وأبو عبيدة ، والزجاج : العذاب .

وقال الفراء : العذاب والغضب .

وقال الحسن أيضاً : الكفر .

وقال قتادة : الشيطان ، وقد تقدّم تفسيره ، ولكن نقلنا ما قاله العلماء هنا .

وقرأ أبو بكر ، وزيد بن علي : ونجعل بالنون ، وقرأ الأعمش : ويجعل الله الرجز بالزاي .