الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

ثم قال تعالى{[31680]} : { وما كان لنفس أن تومن إلا بإذن الله }[ 100 ] أي : ما كان لنفس تصدق بك يا محمد ، إلا أن يأذن لها الله{[31681]} . فلا تجهد نفسك يا محمد في طلب هداهم{[31682]} .

روي{[31683]} عن أبي الدرداء أنه قال : بعث الله عز وجل{[31684]} ، إلى نبي من الأنبياء فقال له : لو أنك عملت مثل ما{[31685]} عمل جميع ولد آدم كلهم ، ما أديت نعمة واحدة أنعمت بها عليك : إني أذنت لك أن تؤمن بي ، { وكان لنفس آن تؤمن إلا بإذن الله }{[31686]} ، وهذا نص ظاهر في إثبات{[31687]} القدر من القرآن والحديث .

قوله : { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون }[ 100 ] ، أي : يجعل العذاب على من لا يعقل عن الله ، سبحانه ، حججه ، وآياته جلت عظمته . والرجس{[31688]} : العذاب{[31689]} . وقال ابن عباس : السخط{[31690]} .


[31680]:ط: قوله تعالى.
[31681]:ط: إلا بإذن الله لها.
[31682]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/213.
[31683]:ق: وروي.
[31684]:ساقط من ق.
[31685]:ساقط من ط.
[31686]:يونس: 100.
[31687]:ق: بإثبات.
[31688]:ق: فالرجس.
[31689]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/214، ومعاني الزجاج 3/36، وإعراب النحاس 2/270.
[31690]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/214.