النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكاثر

مكية في قول ابن عباس والكلبي ومقاتل ، ومدنية في قول الحسن وعكرمة وقتادة .

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى : { إنّا أَعْطَيْناك الكَوْثَر } فيه تسعة تأويلات :

أحدها : أن الكوثر النبوة ، قاله عكرمة .

الثاني : القرآن ، قاله الحسن .

الثالث : الإسلام ، حكاه المغيرة .

الرابع : أنه نهر في الجنة{[3357]} ، رواه ابن عمر وأنس مرفوعاً .

الخامس : أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة ، قاله عطاء .

السادس : أنه الخير الكثير ، قاله ابن عباس .

السابع : أنه كثرة أمته ، قاله أبو بكر بن عياش .

الثامن : أنه الإيثار ، قاله ابن كيسان .

التاسع : أنه رفعة الذكر ، وهو فوعل من الكثرة .


[3357]:القولان الرابع والخامس هما أصح الأقوال للأحاديث الواردة فيهما فقد روى الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك: وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج. كما أخرج هذا الحديث ابن ماجه وأحمد والسيوطي في الدر والمنثور، وانظر جامع الأصول 2/439.