النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ} (5)

{ الذين هم عن صلاتهم ساهون } إضماراً فيها ، وإن كان نطقاً ظاهراً .

وليس السهو الذي يطرأ عليه في صلاته ولا يقدر على دفعه عن نفسه هو الذي ذم به ؛ لأنه عفو .

وفي تأويل ما استحق به هذا الذم ستة أوجه :

أحدها : أن معنى ساهون أي لاهون ، قاله مجاهد .

الثاني : غافلون ، قاله قتادة .

الثالث : أن لا يصلّيها سراً ، ويصليها علانية رياء للمؤمنين ، قاله الحسن .

الرابع : هو الذي يلتفت يمنة ويسرة هواناً بصلاته ، قاله أبو العالية .

الخامس : هو ألا يقرأ ولا يذكر الله ، قاله قطرب .

السادس : هو ما روى مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن { الذين هم عن صلاتهم ساهون } فقال : " هم الذين يؤخرون الصلاة عن مواقيتها " .