النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ} (68)

قوله عز وجل : { وأوحى ربك إلى النحل } ، فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الوحي إليها هو إلهاماً ، قاله ابن عباس ومجاهد .

الثاني : يعني أنه سخرها ، حكاه ابن قتيبة .

الثالث : أنه جعل ذلك في غرائزها بما يخفى مثله على غيرها ، قاله الحسن .

{ أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشُون } ، فذكر بيوتها لما ألهمها وأودعه في غرائزها من صحة القسمة وحسن المنعة .

{ ومما يعرشون } فيه تأويلان :

أحدهما : أنه الكرم ، قاله ابن زيد .

الثاني : ما يبنون ، قاله أبو جعفر الطبري .