النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

قوله عز وجل : { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } ، فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه أغنى وأفقر ، ووسّع وضيّق .

الثاني : في القناعة والرغبة .

الثالث : في العلم والجهل . قال الفضيل بن عياض : أجلُّ ما رزق الإنسان : معرفة تدله على ربه ، وعقل يدله على رشده .

وفي التفضيل وجهان :

أحدهما : أنه فضل السادة على العبيد ، قاله ابن قتيبة ، ومن يرى أن التفضيل في المال .

الثاني : أنه فضل الأحرار بعضهم على بعض ، قاله الجمهور .

{ فما الذين فُضِّلُوا بِرادِّي رزقهم على ما ملكت أيمانُهم فهم فيه سواء } ، فيه وجهان :

أحدهما : أن عبيدهم لما لم يشركوهم في أموالهم ، لم يجز لهم أن يشاركوا الله تعالى في ملكه ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة ، وفي هذا دليل على أن العبد لا يملك .

الثاني : أنهم وعبيدهم سواء في أن الله تعالى رزق جميعهم ، وأنه لا يقدر أحد على رزق عبده إلا أن يرزقه الله تعالى إياه ، كما لا يقدر أن يرزق نفسه ، حكاه ابن عيسى .

{ أفبنعمة الله يجحدون } ، وفيه وجهان :

أحدهما : بما أنعم الله عليهم من فضله ورزقه ، ينكرون .

الثاني : بما أنعم الله عليهم من حججه وهدايته ، يضلون .