{ وأوحى رَبُّكَ إلى النحل } قد تقدّم الكلام في الوحي ، وأنه يكون بمعنى الإلهام ، وهو ما يخلقه في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر ، ومنه قوله سبحانه :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [ الشمس : 7 - 8 ] . ومن ذلك إلهام البهائم لفعل ما ينفعها وترك ما يضرها ، وقرأ يحيى بن وثاب " إلى النحل " بفتح الحاء . قال الزجاج : وسمي نحلاً ، لأن الله سبحانه نحله العسل الذي يخرج منه . قال الجوهري : والنحل والنحلة : الدبر ، يقع على الذكر والأنثى { أَنِ اتخذي مِنَ الجبال بُيُوتًا } أي : بأن اتخذي على أن «أن » هي المصدرية ، ويجوز أن تكون تفسيرية ؛ لأن في الإيحاء معنى القول ، وأنث الضمير في اتخذي لكونه أحد الجائزين كما تقدّم ، أو للحمل على المعنى ، أو لكون النحل جمعاً . وأهل الحجاز يؤنثون النحل «ومن » في { من الجبال بيوتاً } { و } كذا في { مّنَ الشجر } وكذا في { مّمَّا يَعْرِشُونَ } للتبعيض ، أي : مساكن توافقها وتليق بها في كوى الجبال ، وتجويف الشجر ، وفي العروش التي يعرشها بنو آدم من الأجناح والحيطان وغيرها . وأكثر ما يستعمل فيما يكون من الخشب ، يقال : عرش يعرش بكسر الراء وضمها . وبالضم قرأ ابن عامر وشعبة ، وقرأ الباقون بالكسر . وقرئ أيضاً " بيوتاً " بكسر الباء وضمها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.