قوله عز وجل : { والّلهُ جَعَل لكُم مِن أنفسِكم أزواجاً } ، فيه وجهان :
أحدهما : يعني : جعل لكم من جنسكم مثلكم ، فضرب المثل من أنفسكم ، قاله ابن بحر . الثاني : يعني آدم خلق منه حوّاء ، قاله الأكثرون . { وجعل لكم مِن أزواجكم بنين وحفدة } ، وفي الحفدة خمسة أقاويل :
أحدها : أنهم الأصهار ، أختان الرجل على بناته ، قاله ابن مسعود وأبو الضحى . وسعيد بن جبير وإبراهيم ، ومنه قول الشاعر{[1737]} :
ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت *** لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ
ولكنها نفس عليَّ أبيّة *** عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور
الثاني : أنهم أولاد الأولاد ، قاله ابن عباس .
الثالث : أنهم بنو امرأة الرجل من غيره ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً .
الرابع : أنهم الأعوان ، قاله الحسن .
الخامس : أنهم الخدم ، قاله مجاهد وقتادة وطاووس ، ومنه قول جميل :
حفد الولائدُ حولهم وأسلمت *** بأكفهن أزِمّةَ الأجمال
يحفدون الضيف في أبياتهم *** كرماً ذلك منهم غير ذل
وأصل الحفد : الإسراع ، والحفدة جمع حافد ، والحافد هو المسرع في العمل ، ومنه قولهم في القنوت : وإليك نسعى ونحفد ، أي : نسرع إلى العمل بطاعتك ، منه قول الراعي{[1738]} :
كلفت مجهولها نوقاً ثمانية *** إذا الحُداة على أكسائها{[1739]} حفدوا
وذهب بعض العلماء في تفسير قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، [ إلى أن ] البنين : الصغار ، والحفدة : الكبار{[1740]} . { ورزقكم من الطيبات } ، فيه ثلاثة أوجه :
الثاني : من المباحات في البوادي .
الثالث : ما أوتيه عفواً من غير طلب ولا تعب{[1741]} .
{ أفبالباطِل يؤمنون } ، فيه وجهان :
الثاني : يجحدون البعث والجزاء .
{ وبنعمة الله يكفرون } ، فيها وجهان :
الثاني : بما رزقهم الله تعالى من الحلال آفة من أصنامهم . حكاه الكلبي{[1742]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.