قوله عز وجل : { ومن ثَمَرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكراً ورزقاً حسَناً } ، فيها أربعة تأويلات :
أحدها : أن السكر : الخمر ، والرزق الحسن : التمر والرطب والزبيب . وأنزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر ، ثم حرمت من بعد . قال ابن عباس : السَّكر : ما حرم من شرابه ، والرزق الحسن : ما حل من ثمرته ، وبه قال مجاهد ، وقتادة ، وسعيد بن جبير . ومن ذلك قول الأخطل :
بئس الصُّحاة وبئس الشرب شربهم *** إذا جرى فيهم المزاءُ والسكُرُ{[1734]}
والسكر : الخمر ، والمزاء : نوع من النبيذ المسكر .
واختلف من قال بهذا ، هل خرج مخرج الإباحة ، أو مخرج الخبر ؟ على وجهين :
أحدهما : أنه خرج مخرج الإباحة ، ثم نسخ . قاله قتادة .
الثاني : أنه خرج مخرج الخبر ، أنهم يتخذون ذلك وإن لم يحل . قاله ابن عباس{[1735]} .
الثاني : أن السّكَر : النبيذ المسكر ، والرزق الحسن : التمر والزبيب . قاله الشعبي والسدي .
وجعلها أهل العراق دليلاً على إباحة النبيذ .
الثالث : أن السكر : الخل بلغة الحبشة ، الرزق الحسن : الطعام .
الرابع : أن السكر ما طعم من الطعام ، وحل شربه من ثمار النخيل والأعناب ، وهو : الرزق الحسن ، وبه قال أبو جعفر الطبري ، وأنشد قول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.