الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا} (52)

ثم قال تعالى : { وناديناه من جانب الطور الأيمن }[ 52 ] أي : وكلمناه من جانب الجبل الأيمن ، قاله قتادة{[44351]} .

وقاله الطبري{[44352]} : يعني بالأيمن هنا : يمين موسى ، لأن الجبل لا يمين له ولا شمال .

{ وقربناه نجيا } أي : {[44353]} وأدنيناه مناجيا .

قال ابن عباس : إن الله عز وجل أدناه حتى سمع صريف القلم{[44354]} .

وقال أبو صالح : قربه حتى سمع صريف{[44355]} القلم .

وعن مجاهد في معنى{[44356]} { وقربناه نجيا } قال : بين السماء الرابعة أو قال السادسة وبين العرش سبعون ألف حجاب ، حجاب نور وحجاب ظلمة وحجاب نور وحجاب ظلمة{[44357]} ، فما زال يقرب موسى{[44358]} حتى كان بينه وبينه{[44359]} حجاب وسمع صريف{[44360]} القلم ، وقال : أرني أنظر إليك{[44361]} .

وقال قتادة : { وقربناه نجيا } ( نجا بصدقة ){[44362]} .

وقيل معناه : قربناه في الكرامة والرفعة في منزلة رفيعة ، لأن الله تعالى ذكره وجل ثناؤه ليس بمحدود ، فيكون بعض الأجسام أقرب إليه من بعض . فهو كلام فيه توسع . فقد يقرب الرجل عبده{[44363]} بإكرامه له ، وإن بعد منه{[44364]} ويبعد عبده{[44365]} الآخر بإهانته له وإن قرب مكانه منه{[44366]} ، فذلك شائع في اللغة .

والمعنى : إنا رفعنا قدره بكلامنا له .


[44351]:انظر: جامع البيان 16/94 والدر المنثور 4/272.
[44352]:انظر: جامع البيان 16/94.
[44353]:أي: سقطت من ز.
[44354]:انظر: جامع البيان 16/94 وزاد المسير 5/240 وتفسير القرطبي 11/114 وتفسير ابن كثير 3/124 والدر المنثور 4/273.
[44355]:ز: صرير، وصريف القلم صريره. انظر: اللسان (صرف).
[44356]:ز: معناه.
[44357]:(وحجاب نور وحجاب ظلمة) سقط من ز بانتقال النظر.
[44358]:موسى سقطت من ز.
[44359]:ز: بين.
[44360]:ز: صرير.
[44361]:ز: (وقال لن تراني) بعد (إليك). والرواية في جامع البيان 16/95. وفيه (أو قال السابعة) بدل (السادسة).
[44362]:انظر: جامع البيان 16/95 وتفسير ابن كثير 3/124 والدر المنثور 4/272.
[44363]:ز: عنده (تصحيف).
[44364]:ز: عنه (تصحيف).
[44365]:ز: عنده (تصحيف).
[44366]:ز: منه مكانه.