تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ} (166)

الآية 166 وقوله تعالى : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا ) يعني الرؤساء ( من الذين اتبعوا ) يعني الأتباع والسفلة ؛ تبرأ بعضهم من بعض [ القادة من الأتباع والأتباع من القادة ]{[1923]} ، وهو كقوله : ( قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا ) الآية{[1924]} [ الأعراف : 38 ] ، [ وكقوله ]{[1925]} : ( وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل ) الآية{[1926]} [ الأعراف : 39 ] ، وكقوله : [ ( قال الذي استكبروا للذين استضعفوا ) وكقوله{[1927]} ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا ) [ سبأ : 32و 33 ] ]{[1928]} [ مثل هذا ]{[1929]} ، وكقوله : ( يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) الآية{[1930]} [ العنكبوت : 25 ] .

وقيل : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا ) يعني الشياطين ( من الذين اتبعوا ) الإنس ، وقيل : يبدي{[1931]} الله كلا غدا أن أوثانهم لن تغني عنهم شيئا ، ولا شركاؤهم الذين أضلوهم ولا أشرافهم [ الذين ]{[1932]} شغلوا عنهم حين عاينوا النار .

وقوله : ( وتقطعت بهم الأسباب ) ؛ قيل : الأرحام والأنساب كقوله : ( فلا أنساب بينهم ) [ المؤمنون : 101 ] وكقوله : ( يوم يفر المرء من أخيه ) الآية{[1933]} [ عبس : 34 ] ، وقيل : ( وتقطعت بهم الأسباب ) يعني العهود والأيمان التي كانت بينهم في الدنيا ، وقيل : تواصلهم في الدنيا وتوادهم لم ينفعهم شيئا لأنهم كانوا يتواصلون ، ويتوادون في الدنيا رجاء أن ينفع بعضهم بعضا كقوله : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين ) [ الزخرف : 67 ] .


[1923]:- في الأصل: العادة، في م: القادة من الأتباع من القادة في ط ع: العبادة من الأتباع من القادة
[1924]:-أدرجت في ط ع تتمة الآية بدل هذه الكلمة.
[1925]:- في ط ع: وقوله، ساقطة من الأصل و م.
[1926]:- أدرجت في ط ع تتمة الآية بدل هذه الكلمة.
[1927]:- من م، في الأصل: و.
[1928]:- أدرج في ط ع الآيات: 31 و 32 و 33 من السورة.
[1929]:- ساقطة من ط ع.
[1930]:- أدرجت في ط ع تتمة الآية بدل هذه الكلمة.
[1931]:- في النسخ الثلاث: يبرأ
[1932]:- ساقطة من النسخ الثلاث.
[1933]:- أدرج في ط ع الآيات: 35 و 36 و 37 من السورة.