{ إذ تبرأ الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب } .
الأسباب : معناها اللغوي : الحبال ، جمع سبب والمراد بها في الآية ما يصل الرؤساء والأتباع بعضهم ببعض من الصلات ، كالدين الواحد والأنساب والأتباع .
واذكر أيها العاقل لتعتبر وتتعظ يوم القيامة ، ذلك اليوم الهائل الشديد الذي يتنصل فيه الرؤساء من مرءوسيهم والأتباع من متبوعيهم حال رؤيتهم جميعا للعذاب وأسبابه ومقدماته ، وما أعد لهم من شقاء وآلام ، وقد ترتب على كل ذلك أن تقطع ما بين الرؤساء والأذناب من روابط كانوا يتواصلون بها في الدنيا وصار كل فريق منهم يلعن الفريق الآخر ويتبرأ منه .
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور :
وفي قوله تعالى : وتقطعت بهم الأسباب . استعارة تمثيلية ، إذ شبهت هيئتهم عند خيبة أملهم حين لم يجدوا النعيم الذي تعبوا لأجله مدة حياتهم وقد جاء إبانه في ظنهم فوجدوا عوضه العذاب ، بحال المرتقى إلى النخلة ليجني الثمر الذي كد لأجله طول السنة فتقطع به السبب أي الحبل عند ارتقائه فسقط هالكا ، فكذلك هؤلاء قد علموا جميعا حينئذ أن لا نجاة لهم ، فحالهم كحال الساقط من علو لا ترجى له السلامة( 39 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.