ثم قال تعالى : ( إِذْ تَبَرَّأَ الذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الذِينَ اتَّبَعُوا )( {[5105]} ) [ 165 ] .
والمعنى : وإن( {[5106]} ) الله( {[5107]} ) شديد العذاب حين تبرأ الذين اتُبعوا –وهم سادات الكفار وأهل الرأي منهم الجبابرة- من الذين اتَّبعوا –وهم أتباع السادات( {[5108]} ) .
( وَرَأَوُا العَذَابَ ) : أي : ورأى الجميع/عذاب الله وذلك كله في القيامة .
( وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الاَسْبَابُ ) [ 165 ] .
يعني القرابات التي كانت بينهم في الدنيا والصداقات( {[5109]} ) فلم ينتفعوا . هذا قول قتادة وعطاء والربيع .
والهاء في " بِهِمْ " ترجع على التابعين والمتبوعين . وكذلك الهاء في " يُرِيهِمْ " و " أعْمالِهمْ " .
وقال السدي : " الذين اتبعوا هم/الشياطين تبرأُوا في القيامة ممن اتبعهم من الإنس " ( {[5110]} ) .
وقيل : الآية عامة في كل من اتبع على شرك تبرأوا في الآخرة ممن اتبعهم( {[5111]} ) .
قال مجاهد : " الأسباب : الوصايل والمودة " ( {[5112]} ) . وقاله ابن عباس( {[5113]} ) .
قال قتادة : " صارت مواصلتهم في الدنيا عداوة يوم القيامة " ( {[5114]} ) .
قال تعالى ذكره( {[5115]} ) : ( يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً )( {[5116]} ) .
وقال : ( الاَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلاَّ المُتَّقِينَ )( {[5117]} ) .
وعن ابن عباس أيضاً : " أن الأسباب هي المنازل( {[5118]} ) التي كانت لهم من أهل الدنيا " ( {[5119]} ) . وعنه أيضاً : " الأسباب : الأرحام " ( {[5120]} ) .
وقال السدي : " الأسباب الأعمال التي كانوا يعملونها في الدنيا " ( {[5121]} ) . وقاله( {[5122]} ) ابن زيد( {[5123]} ) .
( تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الاَسْبَابُ ) : أعمال أهل التقوى .
وقيل : أعطوا [ أسباب أعمالهم السيئة ، وتقطعت بهم أسباب ]( {[5124]} ) أعمال أهل( {[5125]} ) التقوى . وأصل " السبب " الحبل( {[5126]} ) يتعلق به إلى الحاجة التي لا يوصل( {[5127]} ) إليها إلا بالتعلق ، ثم يقال لكل ما هو سبب إلى حاجة : سبب وإن لم يكن حبلاً( {[5128]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.