النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (81)

قوله تعالى : { بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } . أما ( بلى ) ، فجواب{[168]} النفي ، وأما ( نعم ) فجواب الإيجاب ، قال الفراء : إذا قال الرجل لصاحبه : ما لك عَليَّ شيء ، فقال الآخر : نعم ، كان ذلك تصديقاً أن لا شيء عليه ، ولو قال بَلَى : كان رداً لقوله ، وتقديره : بَلَى لِيَ عليك .

وقوله : { مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } اختلفوا في السيئة ها هنا ، على قولين :

أحدهما : أنها الشرك ، وهذا قول مجاهد .

والثاني : أنها الذنوب التي وعد الله تعالى عليها النار ، وهذا قول السدي .

وقوله تعالى : { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } فيه تأويلان :

أحدهما : أنه مات عليها ، وهذا قول ابن جبير .

والثاني : أنها سَدَّتْ عليه المسالك ، وهذا قول ابن السراج .


[168]:- وذلك مثل قوله تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) الآية 172 من سورة الأعراف.