النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

قوله تعالى : { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } فيه وجهان :

أحدهما : فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته ، ولا هضماً بالنقصان من حسناته ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة .

الثاني : لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله ، ولا هضماً بالانتقاص من حقه ، قاله ابن زيد . والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله ، [ والهضم ] المنع من بعضه ، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه ، قال المتوكل الليثي :

إن الأذلة واللئام لمعشر *** مولاهم المتهضم المظلوم