فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

وقوله { ومن يعمل من } الأعمال { الصالحات } الطاعات { وهو } أي والحال أن { مؤمن } بالله لأن العمل لا يقبل من غير إيمان ، بل هو شرط في القبول { فلا يخاف } قرئ برفعه على النفي والاستئناف ، أي فهو لا يخاف ، وقرئ بجزمه على النهي { ظلما } يصاب به من نقص ثواب في الآخرة { ولا هضما } هو النقص والكسر ، يقال هضمت لك من حقي أي حططته وتركته ونقصت منه ، وهذا يهضم الطعام ، أي ينقص ثقله ، وامرأة هضيم الكشح أي ضامرة البطن . ومنه أيضا طلعها هضيم أي دقيق متراكب كأن بعضه يظلم بعضا فينقصه حقه ، ورجل هضيم ومهتضم أي مظلوم ، وهضمته واهتضمته وتهضمته كله بمعنى ، قيل الظلم والهظم متقاربان ، وفرق القاضي الماوردي بينهما فقال : الظلم منع جميع الحق ، والهضم منع بعضه .

قال قتادة : ظلما أن يزاد في سيئاته ولا هضما أن ينقص من حسناته ، وقيل هضما أي غضبا ، وقيل لا يؤاخذ بذنب لم يعمله ولا تبطل عنه حسنة عملها