السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

ولما شرح الله تعالى أحوال القيامة ختم الكلام فيها بشرح أحوال المؤمنين ، فقال : { ومن يعمل من الصالحات } أي : التي أمره الله تعالى بها بحسب طاقته ؛ لأنه لن يقدر الله أحد حق قدره ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه { وهو مؤمن } ليكون بناؤها على الأساس كما في قوله تعالى : { ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات } [ طه ، 75 ] { فلا يخاف ظلماً } أي : بزيادة في سيئاته { ولا هضماً } أي : بنقص من حسناته ؛ قاله ابن عباس ، وقيل : لا يؤاخذ بذنب لم يعمله ، ولا تبطل حسنة عملها ، وعبّر تعالى بالفاء إشارة إلى قبول الأعمال وجعلها سبباً لذلك الحال ، وأما غير المؤمن ، فلو عمل أمثال الجبال لم يكن لها وزن .