الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

ثم قال تعالى : { ومن يعمل من الصالحات وهو مومن فلا يخاف ظلما ولا هضما }[ 109 ] .

أي : من يؤد الفرائض التي افترض الله عليه ، وهو مصدق بالله وملائكته وكتبه ورسله ، فلا يخاف ظلما ، أي : لا يخاف أن تحمل عليه سيئات غيره ويعاقب عليها .

{ ولا هضما } أي : نقصا من ثوابه . قاله قتادة وغيره{[45552]} .

ومن قرأ : فلا يخف بالجزم ، جعله نهيا ، نهاه الله جل ذكره عن الخوف من أن يصيبه ظلم أو هضم{[45553]} .

وقال ابن جريج/ : { الصالحات } هنا : الفرائض{[45554]} .

وقال الضحاك : { ولا هضما } : هو أن يقهر الرجل الرجل بقوته{[45555]} وأصل الهضم ، الانتقاص{[45556]} . يقال : هضمني فلان حقي ، أي : نقصني ، ومنه امرأة هضيم الكشح ، أي : ظاهرة البطن . وهذا دواء يهضم الطعام . أي ينقصه ، فيزول ثقله .


[45552]:انظر: جامع البيان 16/218 وزاد المسير 5/324 وابن كثير 3/166.
[45553]:انظر: قرأ ابن كثير (فلا يخف ظلما) بحزم الفاء والباقون يرفعها وألف قبلها. انظر: التيسير 153 والحجة لابن خالويه: 248 والكشف 2/107.
[45554]:انظر: جامع البيان 16/218.
[45555]:انظر: المصدر السابق.
[45556]:انظر: تهذيب اللغة 7/104-106 واللسان (هضم) ومفردات الراغب 791.