ثم قال : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات ( وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ) {[26951]} أي : ومَنْ يَعمل شيئاً{[26952]} مِنَ الصَّالِحَاتِ ، والمراد به الفرائض وكان عمله مقروناً بالإيمان ، نظيره قوله{[26953]} : { وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً{[26954]} قَدْ عَمِلَ الصالحات }{[26955]} . قوله : { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } جملة حالية .
" فَلاَ يَخَافُ " قرأ بن كثير ( بجزمه ){[26956]} على النهي{[26957]} ، والمعنى : أَمِنَ ، والنهي عن الخوف أمر بالأمن .
والباقون : برفعه{[26958]} على النفي والاستئناف ، أي : فهو لا يخاف{[26959]} .
والهضم : النقصُ{[26960]} تقول العرب : هَضَمَتْ لزيدٍ مِنْ حَقِّي أي : نقصتُ منه{[26961]} ، ومنه : هَضِيمُ الكَشْحَيْن أي : ضامُرُهما{[26962]} ، ومن ذلك أيضاً ، " طَلْعُهَا هَضِيمٌ " {[26963]} أي : دقيق متراكب كأنَّ{[26964]} بعضه يظلم بعضاً فينتقصه حقه .
ورَجلٌ هضيمٌ أي مظلوم{[26965]} .
وهضمته واهتضمته وتَهَّضمتُه عليه{[26966]} بمعنى ، قال المتوكل الليثي{[26967]} :
إنَّ الأذلَّةَ واللِّئَامَ لمِعْشَرٍ{[26968]} *** مَوْلاَهُم المُتَهَضَّم المَظْلُومُ{[26969]}
قيل{[26970]} : والظلم{[26971]} والهضم متقاربان{[26972]} وفرَّق القاضي الماوردي بينهما فقال : الظلم من جميع الحق ، والهضم منع بعضه{[26973]} . والظلمُ هنا هو أن يعاقب لا على جريمةٍ أو يمنع من{[26974]} الثواب على الطاعة . والهضم هو أن ينقص من ثوابه{[26975]} .
وقال أبو مسلم : الظلم أن ينقص من الثواب ، والهضم أن لا يوفي حقه{[26976]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.