النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَئِذٖ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُۥۖ وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا} (108)

قوله تعالى : { وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمنِ } قال ابن عباس : أي خضعت بالسكون ، قال الشاعر{[1932]} :

لما أتى خبر الزبير تصدعت *** سور المدينة والجبال الخشع

{ إلاَّ هَمْساً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه الصوت الخفي ، قاله مجاهد .

الثاني : تحريك الشفة واللسان ، وقرأ أُبيّ : فلا ينطقون إلا همساً .

الثالث : نقل الأقدام ، قال ابن زيد . قال الراجز :

وهن يمشين بنا هَمِيسا ***

يعني أصوات أخفاف الإِبل في سيرها .


[1932]:هو جرير أو زيد الخيل الذي سماه رسول الله "ص": زيد الخير.