البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

الهضم : النقص تقول العرب : هضمت لك حقي أي حططت منه ، ومنه هضيم الكشحين أي ضامرهما وفي الصحاح : رجل هضيم ومتهضم مظلوم وتهضمه واهتضمه ظلمه .

وقال المتوكل الليثي :

إن الأذلة واللئام لمعشر *** مولاهم المتهضم المظلوم

و { من الصالحات } بيسير في الشرع لأن { من } للتبعيض والظلم مجاوزة الحد في عظم سيئاته ، والهضم نقص من حسناته قاله ابن عباس .

وقال قتادة : الظلم أن يزاد من ذنب غيره .

وقال ابن زيد : الظلم أن لا يجزى بعمله .

وقيل : الظلم أن لا يجزى بعمله ، وقيل : الظلم أن يأخذ من صاحبه فوق حقه ، والهضم أن يكسر من حق أخيه فلا يوفيه له كصفة المطففين يسترجحون لأنفسهم إذا اكتالوا ويخسرون إذا كالوا انتهى .

والظلم والهضم متقاربان .

قال الماوردي : والفرق أن الظلم منع الحق كله والهضم منع بعضه .

وقرأ الجمهور { فلا يخاف } على الخبر أي فهو لا يخاف .

وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد فلا يَخَفْ على النهي