تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا} (112)

الآية 112 : وقوله تعالى : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } فيه دلالة /335-أ/ أنه يستحق اسم الإيمان بدون الأعمال الصالحات حين{[12456]} قال : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } وفيه أن الإيمان شرط في قبول الصالحات وجعلها طاعة لله حين{[12457]} شرط الإيمان فيه .

وقوله تعالى : { فلا يخاف ظلما ولا هضما } الظلم هاهنا على ما ذهبنا النقصان ، لا ظلم الجور لأن الثواب على الأعمال بحق الإفضال لا بحق العدل . فإذا كان على هذا فيخرج قوله : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف } أي ينقص من حسناته شيئا أو يزيد في سيئاته شيئا . ويجوز في اللغة ذِكر الظلم على إرادة النقصان كقوله في ذكر الجنتين : { كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا } [ الكهف : 33 ] والجنة لا توصف بالظلم الذي هو ظلم جور . فدل أنه أراد بالظلم النقصان ، أي لم تنقص ، بل آتت ثمارها وافية وافرة .

وإن كان على الظلم الذي هو ظلم الجور فهو على النهي ، أي لا تخف منه الظلم والجور .

وقال { ولا هضما } [ طه : 112 ] أي ظلما ؛ هضمته ، و أهضمته مثله .


[12456]:في الأصل وم: حيث.
[12457]:في الأصل وم: حيث.