النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (83)

قوله تعالى : { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ } أي الجنة نجعلها .

{ عُلُوّاً } فيها ستة تأويلات :

أحدها : يعني بغياً ، قاله ابن جبير .

الثاني : تكبراً ، قاله مسلم{[2143]} .

الثالث : شرفاً وعزاً ، قاله الحسن .

الرابع : ظلماً ، قاله الضحاك .

الخامس : شركاً ، قاله يحيى بن سلام .

السادس : لا يجزعون من ذلها ولا يتنافسون على عزها ، قاله أبو معاوية .

ويحتمل سابعاً أن يكون سلطاناً فيها على الناس .

{ وَلاَ فَسَاداً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنه الأخذ بغير حق ، قاله مسلم .

الثاني : أنه العمل بالمعاصي ، قاله عكرمة .

الثالث : أنه قتل الأنبياء والمؤمنين ، قاله يحيى بن سلام .

ويحتمل رابعاً : أنه سوء السيرة .

{ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } فيه وجهان :

أحدهما : والثواب للمتقين ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : معناه والجنة للمتقين ، قاله ابن شجرة .


[2143]:في تفسير هذه الآية ذكر القرطبي اسم مسلم البطين.