جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (83)

{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ } في تلك الإشارة تعظيم للآخرة أي : التي سمعت بذكرها ، وبلغك وصفها { نَجْعَلُهَا } إما خبر تلك والدار صفته أو الدار خبره وهو استئناف { لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ } تكبرا أو استكبارا عن الإيمان { وَلَا فَسَادًا{[3886]} } عملا بالمعاصي أو دعوة الخلق إلى الشرك { وَالْعَاقِبَةُ } الحسنى { لِلْمُتَّقِينَ } عن معاصيه


[3886]:إعادة (لا) دالة على أن كلا من العلو والفساد مقصود لا جمعهما، والويل للجامع كقارون، ولم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ولكن بترك إرادتهما نحو: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} [هود: 113] قرأها فضيل فقال: ذهبت الأماني ولا يبعد أن يراد لا يراد أن يكون جبارا مسلطا على العباد، ولا يريد الفساد في البلاد، وقوله في الأرض مشعر بما قلنا فلا يتخذ عباد الله خولا ولا مال الله دولا. همته ونيته إعلاء الدين وإصلاح المسلمين /12 وجيز.