بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (83)

قوله عز وجل : { تِلْكَ الدار الآخرة } يعني : الجنة { نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأرض } يعني : نعطيها للذين لا يريدون تعظيماً وتكبراً ، وتجبراً فيها عن الإيمان { وَلاَ فَسَاداً } في الأرض يعني : لا يريدون المعاصي في الدنيا .

وروى وكيع عن سفيان عن مسلم البطين { لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأرض } . يعني : التكبر بغير حق ، { وَلاَ فَسَاداً } قال : أخذ المال بغير حق . ويقال : العلو الخطرات في القلب ، والفساد فعل الأعضاء { والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ } يعني : الجنة للذين يتقون الشرك والمعاصي . ويقال : عاقبة الأمر ، وما يستقر عليه للمتقين الموحدين . ويقال في العاقبة المحمودة للمتقين .