النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (85)

قوله تعالى : { إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : أنزل عليك القرآن ، قاله يحيى ابن سلام والفراء .

الثاني : أعطاكه ، قاله مجاهد .

الثالث : أوجب عليك العمل به ، حكاه النقاش .

الرابع : حمّلك تأديته وكلفك إبلاغه ، حكاه ابن شجرة .

الخامس : بيّنه على لسانك ، قال ابن بحر .

ويحتمل سادساً : أي قدر عليك إنزاله في أوقاته لأن الفرض التقدير .

{ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } فيه خمسة أوجه :

أحدها : إلى مكة ، قاله مجاهد والضحاك وابن جبير والسدي .

الثاني : إلى بيت المقدس ، قاله نعيم القاري .

الثالث : إلى الموت ، قاله ابن عباس وعكرمة .

الرابع : إلى يوم القيامة ، قاله الحسن .

الخامس : إلى الجنة ، قاله أبو سعيد الخدري .

وقيل : إن هذه الآية نزلت في الجحفة حين عسف به الطريق إليها فليست مكية ولا مدنية{[2144]} .


[2144]:هذا على رأي من يلحظ في التسمية المكان. وهناك رأي يعتبر كل ما نزل بعد الهجرة مدنيا.