غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (83)

71

قال في الكشاف قوله { تلك } تعظيم للدار الآخرة وتفخيم لشأنها يعني تلك التي سمعت ذكرها وبلغك وصفها . قلت : يحتمل أن يكون للتبعيد حقيقة . وفي قوله { لا يريدون } كون أن يقول " يتركون " زجر عظيم ووعظ بليغ كقوله { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } [ هود : 113 ] حيث علق الوعيد بالكون عن علي أن الرجل يعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحته . ومن الناس من رد العلو إلى فرعون والفساد إلى قارون لقوله تعالى { إن فرعون علا في الأرض } [ القصص : 4 ] وقال في قصة قارون { ولا تبغ الفساد في الأرض } وضعف هذا التخصيص بيِّن لقوله في خاتمة الآية { والعاقبة للمتقين } .

/خ88