النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (29)

قوله تعالى { أئنكم لتأتون الرجال ) أي تنكحون الرجال .

{ وتقطعون السبيل } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه قطع الطريق على المسافر ، قاله ابن زيد .

الثاني : أنهم بإتيان الفاحشة من الرجال قطعوا الناس عن الأسفار حذرا من فعلهم الخبيث ، حكاه ابن شجرة .

الثالث : أنه قطع النسل للعدول عن النساء إلى الرجال . قال وهب : استغنّوا عن النساء بالرجال .

{ وتأتون في ناديكم المنكر } أي في مجلسكم المنكر فيه أربعة أوجه : أحدها : هو أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم ، قالته عائشة رضي الله عنها .

الثاني : أنهم كانوا يخذفون{[2151]} من يمر بهم ويسخرون منه روته أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الثالث : أنهم كانوا يجامعون الرجال في مجالسهم ، رواه منصور عن مجاهد .

الرابع : هو الصفير ولعب الحمام والجلاهق{[2152]} والسحاق وحل أزرار القيان في المجلس ، رواه الحكم عن مجاهد .


[2151]:الخذف: هو الرمي بالحصي.
[2152]:الجلاهق: البندق الذي يرمى به.