الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (29)

وقول لوط عليه السلام : { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال وَتَقْطَعُونَ السبيل } [ العنكبوت : 29 ] .

قالت فرقة : كان قطعُ الطريقِ بالسلب فاشياً فيهم ، وقيل غيرُ هذا ، والنادي ، المجلس الذي يجتمع الناس فيه ، واخْتُلِفَ في هذا المُنْكَرِ الذي يأتونه في ناديهم : فقالت فرقة : كانوا يحذفونَ الناسَ بالحصباءِ ويَسْتَخِفُّونَ بالغريب والخاطر عليهم ، وروته أم هانىءٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم : وَكَانَتْ خُلقهُمْ مُهْمَلَةً لاَ يَرْبِطُهُمْ دِينٌ وَلاَ مُرُوءَةٌ ، وقال مجاهد : كانوا يأتون الرجالَ في مَجَالِسِهِمْ وبعضُهُمْ يرى بَعْضاً ،

وقال ابن عباس : كانوا يَتَضَارَطُونَ ويَتَصَافَعُونَ في مجالسهم ، وقيل غير هذا ، وقد تقدم قصص الآيةِ مكَرِّراً .