بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (29)

ثم قال : { وَتَقْطَعُونَ السبيل } يعني : تعترضون الطريق لمن مرّ بكم بعملكم الخبيث . ويقال : { وَتَقْطَعُونَ السبيل } . يعني : تأخذون أموالكم ، كانوا يفعلون ذلك ، لكيلا يدخلوا في بلدهم ، ويتناولوا من ثمارهم ، ويقال : تقطعون السبيل النسل { وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ المنكر } يعني : تعملون في مجالسكم المنكر . وقال بعضهم : يعني به اللواطة كانوا يفعلون ذلك في المجالس بالعلانية . ويقال : أراد به المعاصي ، وهي الرمي بالبندق الصغير والحذف ، ومضغ العلك ، وحل إزار القباء ، واللعب بالحمام ، وشرب الخمر ، وضرب العود والمزامير ، وغير ذلك من المعاصي . وروت أم هانىء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ المنكر } قال : « كَانُوا يَحْذِفُونَ أهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ » { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتنا بِعَذَابِ الله إِن كُنتَ مِنَ الصادقين } بالعذاب ، وإن العذاب نازل بنا