الآية 29 وقوله تعالى : { أئنكم لتأتون الرجال } وهو ما ذكر : { أتأتون الذكران من العالمين } [ الشعراء : 165 ] .
وقوله تعالى : { وتقطعون السبيل } قال بعضهم : أي تعترضون الطريق لمن مر بكم لعملكم الخبيث لأنه ذكر أنهم إنما كانوا يعملون ذلك بالغرباء . وقال بعضهم { وتقطعون السبيل } أي تقطعون السبيل عن الناس من قطع الطريق .
[ وقوله تعالى ]( {[15731]} ) : { وتأتون في ناديكم المنكر } أي وتعملون في مجلسكم المنكر . اختلف في هذا :
قال بعضهم : أي تعملون في مجلسكم اللواطة . وقال بعضهم : حذف بالحصى ورمي بالبندق وأمثاله . لكنه يخبر عن سوء صنيعهم في كل حال وكل وقت ؛ يقول : إنكم تعملون [ الفواحش ] ( {[15732]} ) والمناكير في كل : في الطريق والمجلس وفي المنزل ، ما سبقكم بذلك كله من أحد من العالمين ، والله أعلم .
[ وقوله تعالى ] ( {[15733]} ) : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله } وقوله( {[15734]} ) في موضع آخر { إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم } [ الأعراف : 82 ] وقوله( {[15735]} ) في موضع آخر { لتكونن من المخرجين } [ الشعراء : 167 ] هذه الآيات في الظاهر بعضها مخالف لبعض لأنه يقول في بعضها : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله } وفي بعضها { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم } [ النمل : 56 ] فهو يخرج على وجوه :
أحدها : أن يكون قوله { إلا أن قال أخرجوهم } وقوله( {[15736]} ) : { أخرجوا آل لوط } إنما ذلك في ما بينهم : يقول بعضهم لبعض : أخرجوهم ، وقوله : { ائتنا بعذاب الله } إنما قالوا ذلك للوط . فإذا كان كذلك فليس في الظاهر فيه خلاف .
والثاني : [ أن يكون قوله ] ( {[15737]} ) { فما كان جواب قومه } في مشهد وفي وقت إلا كذا ، وقد كان منهم أجوبة أخرى سواه( {[15738]} ) في غير ذلك المشهد وفي [ غير ] ( {[15739]} ) ذلك الوقت .
[ الثالث ] ( {[15740]} ) : أن يكون قوله : { فما كان } آخر جواب قومه [ وحاصله ]( {[15741]} ) { إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } بنزول العذاب علينا . إنما قالوا ذلك له استهزاء وتكذيبا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.