تفسير الأعقم - الأعقم  
{أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (29)

ثم فسر الفاحشة فقال : { أئنكم لتأتون الرجال } في أدبارهم { وتقطعون السبيل } وكانوا يقطعون الطريق لأخذ أموال الناس ، وقيل : للعمل الخبيث لأنهم كانوا يطلبون الغرباء ، وقيل : الولد بإتيان الذكور { وتأتون في ناديكم المنكر } أي مجالسكم ، ناديته : جالسته ، قيل : كانوا يجامعون في المحافل كفعل الحمير ، وقيل : المضارطة ، وروي لعب الحمام والصقر والحذف والسواك في المجلس ، وروي عنه أن قوم لوط كانوا يجلسون وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مرّ بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه كان أولى به ، وقيل : السخرية بمن مرّ بهم ، ولا يقال للمجلس نادي إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يبق نادياً ، ومنه عمل القمار والصفح [ الصعق ] وضرب المعازف والمزامير وكشف العورات ، فلما نهاهم وهداهم أجابوه جواب الجهال فقال تعالى : { فما كان جواب قومه إلاَّ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } فعند ذلك دعا عليهم ، ف { قال رب انصرني على القوم المفسدين }