النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (165)

قوله تعالى : { أَوَ لَمّآ أَصَابَتْكُم مصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مثْلَيْهَا } يعني بالمصيبة التي أصابتهم يوم أحد ، وبالتي أصابوها يوم بدر .

{ قُلْتُمْ : أَنَّى هَذَا ، قُلْ : هُوَ مِن عِنْدِ أَنفُسِكُمْ } في الذي هو من عند أنفسهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : خلافهم في الخروج من المدينة للقتال يوم أحد ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يتحصنوا بها ، وهذا قول قتادة والربيع .

والثاني : اختيارهم الفداء من السبعين يوم بدر على القتل ، وقد قيل لهم إن فعلتم ذلك قُتِلَ منكم مثلُهم ، وهذا قول علي ، وعبيدة السلماني .

والثالث : خلاف الرماة يوم أحد لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في ملازمة موضعهم .