وقَف اللَّه سبْحانه المؤمنين عَلَى الخَطَأ في قَلَقِهِمْ للمُصِيبة الَّتي نزلَتْ بهم ، وإعراضهم عمَّا نَزَلَ بالكُفَّار ، فقال : { أَوَ لَمَّا أصابتكم مُّصِيبَةٌ }[ آل عمران :165 ] ، أي : يوم أُحُدٍ { قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا } ، أيْ : يوم بَدْر ، إذ قتل من الكُفَّار سبعون ، وأسر سَبْعُون ، هذا تفْسِيرُ ابنِ عَبَّاس ، والجمهورِ .
وقال الزَّجَّاج : وَاحِدُ المِثْلَيْن : هو قتْلُ السبعينَ يَوْمَ بَدْر ، والثاني : هو قتل اثنين وعشرين يَوْمَ أحد ، ولا مَدْخَل للأسرى ، لأنهم قد فُدُوا .
و{ أنى } معناه : كَيْفَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ ؟ { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } ، أي : حين خالفتم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الرأْيِ ، حينَ رأى أنْ يقيمَ بالمَدينة ، ويترك الكُفَّار بَشَّر مَحْبِسٍ ، فأبيتم إلا الخُرُوجِ ، وهذا تأويلُ الجمهور ، وقالَتْ طائفة : { هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } : إشارةٌ إلى عصيانِ الرُّمَاة ، وتسبيبهم الهَزيمة عَلَى المؤمنين ، وقال عليٌّ والحَسَن : بل ذلك لِمَا قَبِلُوا الفِدَاءَ يَوْمَ بدر ، وذلك أنَّ اللَّه سبحانه أخبرهم على لسانِ نبيِّه بَيْنَ قَتْل الأسرى أو يأخذوا الفِدَاءَ على أنْ يُقْتَلَ منْهم عدَّة الأسرى ، فاختاروا أَخْذَ الفدَاءِ ، ورَضُوا بالشَّهَادةِ ، فقُتِلَ منهم يوْمَ أحدٍ سَبْعُونَ ، قلْتُ : وهذا الحديثُ رواه الترمذيُّ عنْ عليٍّ ( رضي اللَّه عنه ) ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ أحمدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ وعَنِ الضَّحَّاك : { أنى هذا } ، أيْ : بأيِّ ذنب هذا ؟ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } عقوبةً لمعصيتكم لنبيِّكم عليه السلام ، اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.