مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (165)

{ أَوَ لَمَّا أصابتكم مُّصِيبَةٌ } يريد ما أصابهم يوم أحد من قتل سبعين منهم { قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا } يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين وهو في موضع رفع صفة ل «مصيبة » { قُلْتُمْ أنى هذا } من أين هذا { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } لاختياركم الخروج من المدينة أو لترككم المركز . لما نصب ب «قلتم » و«أصابتكم » في محل الجر بإضافة «لما » إليه وتقديره : أقلتم حين أصابتكم . «وأنى هذا » نصب لأنه مقول والهمزة للتقرير والتقريع ، وعطفت الواو هذه الجملة على ما مضى من قصة أحد من قوله : «ولقد صدقكم الله وعده » . أو على محذوف كأنه قيل : أفعلتم كذا وقلتم حينئذ كذا { إِنَّ الله على كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ } يقدر على النصر وعلى منعه .