ثم رجع إلى قصة أُحد وذكر التعزية للمؤمنين بما أصابهم من الجراحات ، فقال : { أَوَ لَمَّا أصابتكم مُّصِيبَةٌ } يعني يوم أُحد { قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا } يوم بدر ، لأن المسلمين يوم بدر قتلوا سبعين نفساً من صناديد قريش وأسروا سبعين ، وقتل من المسلمين يوم أُحد سبعين ولم يؤسر منهم أحد ، فذلك قوله تعالى : { قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا } وقوله : { أَوَلَمَّا } فالألف للاستفهام والواو للعطف وما صلة ، فكأنه قال : ولئن متم أو قتلتم أو أصابتكم مصيبة يوم أحد ، قد أصبتم مثليها يوم بدر { مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أنى هذا } يعني قلتم : فمن أين لنا هذا ؟ وكيف أصابنا هذا ونحن مسلمون ؟ { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } أي من عند قومكم بمعصية الرماة ، بتركهم ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الضحاك : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } ، يعني بذنوبكم التي سلفت منكم قبل القتال ، يعني أن في ذلك تطهيراً لما سلف من ذنوبكم وهو قوله تعالى : { وَمَآ أصابكم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ الشورى : 30 ] . { إِنَّ الله على كُلِّ شيء قَدِيرٌ } من النصرة والهزيمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.