النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (164)

قوله تعالى : { لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِن أَنُفُسِهِمْ } وفي وجه المنة بذلك ثلاثة أقاويل :

أحدها : ليكون ذلك شرفاً لهم .

والثاني : ليسهل عليهم تعلم الحكمة منه لأنه بلسانهم .

والثالث : ليظهر لهم علم أحواله من الصدق والأمانة والعفة والطهارة .

{ يَتْلُو عَلَيهِمْ ءَآيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ } فيه ثلاث تأويلات :

أحدها : أنه يشهد لهم بأنهم أزكياء في الدين .

والثاني : أن يدعوهم إلى ما يكونون به أزكياء .

والثالث : أنه يأخذ منهم الزكاة التي يطهرهم بها ، وهو قول الفراء .