جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (165)

{ أولمّا أصابتكم مصيبة{[872]} } يوم أُحد من قتل سبعين منكم ، { قد أصبتم مث ليها } : يوم بدر من قتل سبعين ، وأسر سبعين ، { قلتم{[873]} أنّى هذا } : القتل والهزيمة ، ونحن مسلمون ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ، والهمزة متخللة بين المعطوف والمعطوف عليه ، وهو ما سبق من{[874]} قصة أحد للتقرير والتقريع{[875]} وقلتم جواب لما فإنه بمعنى حين يستعمل استعمال الشرط مضاف إلى الجملة بعده ، وناصبه ما وقع موقع الجزاء ، وأنى خبر هذا وقع مقول القول ، وقد أصبتم صفة لمصيبة ، { قل هو من عند أنفسكم } : من مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بترك المركز أو فيما صنعتم من أخذكم{[876]} الفداء يوم بدر ، { إن الله على كل شيء قدير } : من النصر ، ومنعه .


[872]:ولما من على المؤمنين ببعثة رسول عالم مظهر صلى الله عليه وسلم فربما يذهب وهم واهم إلى أن خذلان المؤمنين في بعض الأحيان لماذا؟ فقال: (أو لما أصابتكم) الآية/12.
[873]:أي كيف أصابنا هذا الكسر، والقتل، ونحن نقاتل أعداء الله تعالى؟ فأنى سؤال عن الحال على سبيل التعجب، ولا يناسب أن يكون أنى بمعنى أين ومتى لأن الاستفهام لم يقع هنا من المكان، والزمان/12 وجيز.
[874]:من قوله (لقد صدقكم الله وعده) إلى قوله (لفي ضلال مبين) لأن الكل يتعلق بقصة أحد من غير تخلل أجنبي/12 منه.
[875]:أي الحمل على الإقرار والتقريع على مضمون المعطوف/12 منه.
[876]:فإن المسلمين اجتمع رأيهم على أخذ الفداء فأخذوا الفداء قبل أن يأذن اله لهم كما سيجيء، رواه ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب، وابن جرير عن علي بن أبي طالب، والترمذي، والنسائي عن محمد بن سيرين/12 منه.