النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةٗ فَرِحُواْ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ} (36)

قوله : { وَإِذَا أَذَقْنا النَّاسَ رَحْمَةً } فيها وجهان :

أحدهما : أنها العافية والسعة ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : النعمة والمطر ، حكاه النقاش .

ويحتمل أنها الأمن والدعة .

{ فَرِحُوا بِهَا } أي بالرحمة .

{ وَإِن تُصِبْهُمْ سِيِّئَةً } فيها وجهان :

أحدهما : بلاء وعقوبة ، قاله مجاهد .

الثاني : قحط المطر ، قاله السدي .

ويحتمل ثالثاً : أنها الخوف والحذر .

{ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بذنوبهم .

{ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : أن القنوط اليأس من الرحمة والفرج ، قاله الجمهور .

الثاني : أن القنوط ترك فرائض الله في اليسر ، قاله الحسن .