النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ} (37)

قوله عز وجل : { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلاَدُكُمْ بالتَّي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى } < قال مجاهد : أي قربى والزلفة القربة ، ويحتمل وجهين :

أحدهما : أن أموالكم في الدنيا لا تدفع عنكم عذاب الآخرة .

الثاني : أن إنعامنا بها عليكم في الدنيا لا يقتضي إنعامنا عليكم بالجنة في الآخرة>{[2269]} .

{ إلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } روى ليث عن طاووس أنه كان يقول اللهم ارزقني الإيمان والعمل ، وجنبني المال والولد{[2270]} ، فإني سمعت فيما أوحيْتَ { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بَالَّتِي تُقَرِّبْكْمُ عِندَنَا زُلْفَى إلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً } .

{ فَأُوْلئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه أضعاف الحسنة بعشر أمثالها ، وأضعاف الدرهم بسبعمائة ، قاله ابن زيد .

الثاني : أن المؤمن إذا كان غنياً تقياً آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية ، قاله محمد بن كعب .

الثالث : يعني فله جزاء مثل عمله لأن الضعف هو المثل ويقتضي ذلك المضاعفة ، قاله بعض المتأخرين .

{ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } يعني غرفات الجنة .

{ آمِنُونَ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : آمنون من النار ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : من انقطاع النعم ، قاله النقاش .

الثالث : من الموت ، قاله مقاتل .

الرابع : من الأحزان والأسقام .


[2269]:سقط من ك.
[2270]:يريد المال والولد المطغيين أو اللذين لا خير فيهما.