غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ} (37)

22

ثم زاد في البيان بقوله { وما أموالكم } أي وما جماعة أموالكم { ولا } جماعة { أولادكم بالتي تقرّبكم عندنا زلفى } أي قربى اسم بمعنى القربة وقع موقع المصدر كقوله

{ والله أنبتكم من الأرض نباتاً } [ نوح : 17 ] ثم استثنى من ضمير المفعول في تقرّبكم بقوله { إلا من آمن } والمراد أن الأموال والأولاد لا تقرّب أحداً إلا المؤمن الصالح ينفق الأموال في سبيل الله ويعلم أولاده الخير والفقه في الدين . ويحتمل أن يكون الاستثناء من الفاعل والمعنى أن شيئاً من الأشياء لا يقرّب إلا عمل المؤمن الصالح لأن ما سوى ذلك شاغل عن الله ، والعمل الصالح إقبال على العبودية . ومن توجه إلى الله وصل ومن طلب شيئاً من الله حصل . وجزاء الضعف من إضافة المصدر إلى المفعول تقديره : فأولئك لهم أن يجاوزوا الضعف . ومعنى قراءة يعقوب : أولئك لهم الضعف جزاء . والتضعيف يكون إلى العشر وإلى سبعمائة وأكثر كما عرفت .

/خ54